الصفحات

الاثنين، 25 أكتوبر 2010

لماذا أعيش حياة مزدوجة؟!!!

كونى إمرأة   تعيش فى وسط مسلم  أعلم قدر الضرر النفسي البالغ الذى يصيب أمثالى من اللوتى تركن عباءة الدين إلى الابد ويعشن بإزدواجية فى مجتمعاتهن...
الأمر أشبه بأن تعيش حياتك كما لو كنت شخصاً آخر غيرك
أتظاهر أمام الجميع بأنى مسلمة وأردد عبارات خرقاء كلما سمعت اسم محمد (عليه الصلاة والسلام) وإذا تناسيت ترديدها أجد من يحملق فى وجهى باستنكار...
وإذا حان وقت الصلاة ولم أقم للصلاة وهذا يحدث فى التجمعات النسوية والعائلية غالباّ الاحظ نظرات الاستهجان واكاد أقرأ أفكارهم التى تستنكر تركى للصلاة وتراه إثماً هائلاً يستوجب العقاب بل و يتعدى الأمر إلى من يحاول نصحى وإقناعى بضرورة الصلاة ...
وإذا جاء رمضان شهر المغفرة الاسلامى من المستحيل وبشكل مطلق أن أجاهر بإفطارى والا ..سأصبح منبوذة اجتماعياً وتحتى عشرات الخطوط الحمراء..
فيالها من مشقة
أن تحيا حياة مزدوجة
واحدة لإرضاء الناس
وأخرى سرية لو علم بها المحيطون بك لمزقوك إرباً
فى كثير من الاحيان أشعر بالتعب وأكاد أنسي انى لادينية من كثرة انغماسي الاجتماعى فى مجتمع اسلامى أفعل كما يفعل الجميغ فيه
وأتصرف بشكل يجارى القواعد والركائز الاساسية فيه ,لكنى أنقرف من كثير من الممارسات والسلوكيات الاسلامية فيه
اجد نفسي أحياناً أنفعل بشكل كبير وأكاد أخرج عن طورى وأفضح نفسي..والنتيجة نظرات الاستنكار وكلمات تدعو لى بالهداية
واستغراب يخيم على من حولى من أفكارى الغريبة كما يراها الكثير من المقربين...

لماذا يحيا تارك الاسلام بازدواجية؟؟؟
لماذا تجد المسيحى الملحد يعيش بشكل طبيعى ويجاهر بفكره امام الجميع بينما لاينطبق هذا على المسلم؟؟
حد الردة فى حد ذاته ليس كافياً ففي بعض المجتمعات الاسلامية التى تعيش بشكل علمانى معروف لاتجد من يجاهر بإلحاده لماذا؟
من وجهة نظرى الشخصية أرى أن السبب الرئيسي هوالمعاناة من النبذ الإجتماعى وهى عقوبة أشد من القتل
عندما يجد الملحد أو اللادينى نفسه منبوذ من كل الذين يحبهم ويعيش تحت نظرات كره واحتقار وازدراء وهذا لعمرى أشد فتكاً من القتل
لأنه يدمر الملحد معنوياً ويحاربه نفسياً...وهذا أمر يشتهر به المسلم فهو يرى نفسه على حق وكل من يخالفه كافر ذاهب إلى الجحيم
لو جاهرت أنا بأنى لادينية قد لا يهتم أحد بقتلى فى مجتمعى لكنى أعلم بأن سأطرد من محيطى الاجتماعى بالكامل وأعامل معاملة العاهرات الحقيرات....وهذا ليس بالخيار المثالى لمن هن مثلى..
بينما الملحد أو اللاديني الغربي فهو لايعيش وفق هذه المفاهيم لأنه يعيش بشكل واضح معروف أمام الجميع قد تجد من يستنكره من المتشددين المسحيين لكن لا أحد يتعدى على حقوقه بالعنف أو بالشتم أو بالنبذ الاجتماعى بل ونرى التسامح فى أبهى صوره عندما أصدرت سويسرا قراراً بمنع بناء المآذن فقد  رأينا عشرات المظاهرات من الأوروبيين المسيحيين المنددين بهذا القرار الذى يتعدى على حرية المعتقد وهذا ضد قانون منظمة حقوق الإنسان...
إنه فارق رهيب ...ومع ذلك تجد من يتعدى بالشتم والسب على الغرب الكافركما حصل للشابتين الفرنسيتين اللتين وقفتا أمام مبنى البرلمان الفرنسي بعد إصداره قانون منع النقاب بلباس قصير مرتديتين نقاباً وهذا تنديدا وتضامناً من عشرات المنقبات بفرنسا
والنتيجة؟؟؟
أنهما تعرضتا للشتم والسب من المسلمين على اعتبار أنهما أهانتا النقاب الشريف !!
http://www.alraynews.com/News.aspx?id=348868
لذلك أجد نفسي ويجد غيرى نفسه يرضي بأن يعيش بإزدواجية ورياء تحت مظلة (الاسلام دين تسامح  ومغفرة ومحبة)
وتمضي بنا الحياة وفق هذا النسق حتى لنكاد ننسي أفكارنا ومعتقدنا من وطأة الكذب والتكرار
ولى عودة إن شأت الظروف
دمتم بخير

هناك 9 تعليقات:

  1. ادم عبد الحي25 أكتوبر 2010 في 8:46 ص

    انا اقدر شعورك هذا ياعزيزتي
    انا رجل ولي اسره واولاد ورغم ذلك عندما يظهر في فلتات لساني ومحاوراتي افكاري الالحاديه ، تنقلب زوجتي رأسا على عقب وتجعل ليلتي سوداء ، اما الاصهار والاقارب والجيران لما سمعوا اني لا اصلي كما اجب امامهم ، فيصدعون راسي بالنصائح والتحذيرات والتبريرات لاعود الى القطيع معهم ،
    على كل حال احيانامن الحكمه التكيف ومسايره القطيع رثيما تجدين فرصه للخروج منه بسفر او هجره ، أو ان القطيع تأتيه حرب تأخذه وتريحنامنه ، وشكرا اخوك الملحد ادم عبد الحي

    ردحذف
  2. اخى آدم
    أغلبنا يعيش بازدواجية مرهقة ومتعبة للنفس
    ولا مهرب آخر لنا للإعلان عن هويتنا الفكرية
    صار الأمر أشبه بحلم لن يتحقق
    لكنى أمنى النفس بان يكون الحظ أوفر للأجيال القادمة
    تحياتى القلبية لك ودمت صابراً ومناضلاً فى ظل القطعان البشرية التى نحيا فى ظلالها
    أنرت المدونة دمت متابعاً

    ردحذف
  3. كل لاديني يعيش في وسط إسلامي يعاني مما تعانين وإن بدرجات متفاوتة..وإذا كنتِ امرأة فإن الأمر يزداد
    لكن يخفف علينا شعور الحرية الفكرية الذي نعيشه وقدرتنا على إعلان أفكارنا بوسائل متعددة تبدأ من النت وتنتهي إلى الأصدقاء المقربين..
    تفادي النبذ جزء مهم من الحقيقة وأيضاً عدم تقبل المجتمع للأمر لن ينعكس على اللاديني وحده بل قد يمتد إلى أسرته التي لا ذنب لها فيما يعتنق ابنها من أفكار...
    يمكن للمرء أن يتعايش ويتكيف مع شيء من الإصرار على المواقف الأساسية التي لا تنازل عنها دون أن يعلن عن لادينيته بالضرورة..بل يكفي أن يبدو عاصياً صاحب أفكار متحررة الأمر الذي يتيح له أن يعيش قناعاته وإن بشكل أدنى مما هي عليه فعلاً

    والموضوع ذو شجون
    طرحك ثري..يشخص المشكلة ثم يربت على أكتافنا من طرف خفي...
    تحية نور

    ردحذف
  4. نور
    تسجيل متابع

    واشعر بما تشعرينه به عزيزتي

    كل الحب والمحبه

    ردحذف
  5. هلا ضوء القمر

    كما قال لا ديني كلنا كنا نعاني ما تعانينه من ازدواجية لنفس الأسباب التي ذكرتيها

    ولكنني بالسنين الأخيرة صرت شيخ نفسي أؤل وأفسر الأشياء بطريقتي محتجا بأقرب حديث وأية وكانوا يخالفونني الرأي فأحتج عليهم بفلان وعلان ثم صرت أراوغهم على طريقة المذهب المعتزلي وبالنهاية ما صلح معي شي قلت فليذهبوا للهاوية

    نعم تعب كبير أن نعيش حياة مزدوجة ولو تعلمون سعادتي الآن لقاتلتوني عليها بالمسدسات مو بالسيوف
    هههههههه

    ردحذف
  6. لا ديني العزيز:
    وضع المرأة فى المجتمعات الإسلامية يختلف عن وضع الرجل بمراحل ...
    فالمرأة هى من تعانى من الإضطهاد والتحقير والإذلال وفق قوانين وتشريعات الاسلام وتنبيهات وأحاديث نبي الاسلام بينماالرجل يتمتع بحظوظ عالية وفق الرؤية الاسلامية
    القوانين والتشريعات كلها معه وتكرمه تكريما عالياً عكس المرأة التى هى الضلع الأعوج التى يحتاج للتقويم دائماً...
    أنرت عزيزى :)
    رانيا
    دمتِ لى اروع صديقة ومتابعة
    آنستِ


    مرحباًبالراوندى العزيز
    ماحكيت لنا أسباب نقلتك النوعية من الإيمان إلى الإلحاد؟؟
    بانتظار حكايتك بالمنتدى :)
    أحسدك على حريتك لكنك بالمقابل ضحيت بالكثير وهذا الأمر ليس سهلاً
    نورتنى بالزيارة

    ردحذف
  7. الازدواجيه وكشف الحقيقة وجهان لعمله واحده..فأن عشتي الازدواجيه تخسري نفسك وتربحي الجميع وأن اخترتي كشف افكارك تفقدي الجميع وتربحي نفسك..فكلا الامران اشد وقعاً من الثاني..كلاهما يقودان الى الشعور بالوحده

    ردحذف
  8. جاردينيا :
    اسم جميل يذكرنى بزهرة الجاردينيا الجميلةاكيد مثل صاحبته :)
    كلامك صحيح
    كشف الحقيقة والازدواجية متساويان فى المساؤى والعيوب
    فلو صرح اللاديني عن اعتقاده وفكره لصار منبوذاً اجتماعياً وفى المقابل لو كتم مافى نفسه ووضع قناعاً مزيفاً عن وجه لا يملكه يخسر الكثير من نفسه وكرامته الداخلية وهو مع الأسف مايشعر به كل ملحد او لادينى كاتم اسراره
    تحياتى عزيزتى ودمت متابعة
    سررت بوجودك

    ردحذف
  9. صرت لادينية منذ بضعة أشهر فقط و أشعر بأن كل ما قلته في هذا المقال ينطبق علي.... لا أدري كيف ساتعامل مع رمضان...
    مازلت أواجه بعض التحديات بعد خلع الحجاب
    أرى أن آخر تعليق يعود لسنة 2010 هههههه
    اتمنى أن تكونوا بخير جميعا .
    تحياتي

    ردحذف