الصفحات

الخميس، 3 يونيو 2010

الغزو الثقافى ...ونظرية المؤامرة

لا أظن بأنه يوجد من لم يسمع بهذا الإصطلاح الرنان الذى نشأنا  ونحن نسمع عنه وعن مضاره وعن نظرية المؤامرة المزعومة التى يتعرض لها الإسلام والمسلمين منذ عقود على يد الكفرة الظالمين...
عندما كنت طفلة صغيرة تدرس بالمدرسة كنا نأخذ دروساً فى مادة الفكر وكان من أهم الدروس  التى تناولناها بالتفصيل موضوع الغزو الثقافى وطبعاً  تشربنا فكرة نظرية المؤمراة حتى النخاع...وصدقت هذه الكذبة المزعومة عن حضارة أعلى شأناً وأكثر أهمية وأقوى علماً  تحارب الإسلام وتحاول أن تسيطر على العقول المسلمة وأن تبعدها عن دينها...كأنى بها تخاف هذا النبراس العظيم المسمى إسلام  ان يضع هذه الأمم البدوية الصغيرة على قمة الأمم العظمى ...فلعمرى ماأظنها إن شاءت إلا أن ترجو لنا التمرغ فى هذا الدين الذى جعل من هذه الأمم أصغر الأمم وأقلها شأناً وأكثرها جهلاً وتخلفاً....
العالم اليوم فى هذا العصر المسمى بعصر العولمة والإنترنت صار صغيراً وسادت فيه ثقافة الأقوى وعلوم الأقوى..وبالتأكيد ثقافتنا هى الحلقة الأضعف وعلومنا تساوى صفر أللهم إلا إن إعتبرنا مايردده المشايخ الأفاضل من هراء على شاشات الفضائيات بخصوص الإعجاز العلمى علوماً أصلااً ...فكيف بإمكان الهراء والخرافة أن يصمدوا أمام  قوة العقل وسطوة المنطق وقدرة العلم؟..لا أعلم لكنى صرت أندهش تماماً بإعتقاد المتعلمين والمثقفين بالخرافات والأساطير التى يزخر بها الموروث الدينى  والذى كنت شخصياً قبل أن أصل إلى ما أنا عليه أعتبرها مجرد قصص للعبرة والترهيب وليست حقائق,فكثيراً ماكنت أسأل عن قصة نوح وعمره الأسطورى الذى يقارب الألف سنة ....وكثيراً ما وقفت حائرة امام قصة أهل الكهف  وقصة قارون ووالكثير من القصص التى يزخر بها القرآن...
حسناً لكى لا أبتعد عن المسار الفعلى للموضوع أقف هنا وأتساءل لماذا سادت ثقافات الغرب؟؟؟
وكى أكون واضحة لابد أن أوضح بان الثقافة أشمل من العلم فالعلم جزء من الثقافة برأيي الشخصى وبالتالى تشمل الثقافة عادة العلوم ووسائل نشر المعلومات من إعلام وإنترنت وصحف وكتب ومجلات وخلافه والفنون التى تضم الرسم والنحت والتصوير والمسرح وو...
نجد هنا بأن الثقافة مفهوم عام وشامل فهل نستطيع القول بان ثقافتنا العربية الإسلامية الحالية لم تقتبس من الثقافة الغربية شيئاً؟ ...ولماذا؟؟
المشكلة أن ثقافتنا العربية فى الأساس  تعيش على الموروث الدينى الخرافى الذى يحرم ويجرم الكثير من الفنون الإنسانية  وحتى العلوم الإنسانية كالفلسفة مثلا التى ينظر إليها المتأسلمون على انها زندقة (من تمنطق فقد تزندق)..والفلسفة ام العلوم ...إذن ماذا تبقى؟؟
العقول الصغيرة الشابة صارت تبحث عن المنطق والعقلنة والمتعة التى تجرمها الثقافة الدينية الموروثة صارت تتلذذ بما يمنحه لها الغرب من ثقافات جديدة وعلوم محرمة دينياً فالعلم الذى يبحث ويدرس تاريخ الأرض والإنسان محرم لأنه يتعارض مع نظرية الخلق الدينية..والفنون الإنسانية الجميلة التى تخاطب الروح كالموسيقى والرسم والنحت محرمة أيضاً دينياً..وحتى لو تسألت عن سبب التحريم فستكون الإجابة غالباً غبية وغير منطقية..

انا شخصياً اعشق الموسيقى والسينما والفنون إجمالاً  منذ صغري وكثيراً ما سمعت البعض يردد علي  هراء المشايخ بخصوص تحريمها لكنى لم أكن ألقى بالاً لهذا الهراء لأنى لم اقتنع بأن الله قد حرم فعلاً هذه الفنون الجميلة..ويقولون أن عقولنا شوهها الغزو الثقافى الغرب الذى يحارب كل ماجاء به الإسلام ..فهل حقاً نعيش فى مؤمراة يحيكها الغرب ضدنا؟..لماذا؟؟

هل قدم الإسلام للبشرية علماً نافعاً ؟ أو خيراً عارماً؟؟ وهل قدم للعرب ماجعلهم متفوقين فى اى مجال بخلاف الجهل  والإنتحار!؟..
الإجابة بالتأكيد ستكون لاا..
لم يخدم الإسلام البشرية فى شىء بل كان سبباً ناجعاً فى تخلف أمة العرب وتمسكها بالأفكار والعادات المتخلفة التى أودت بنا كأمة إلى جحيم الجهل والتخلف وقمة المصيبة أننا نحاول أن  نغسل عقول الأجيال القادمة بنظرية المؤامرة التى يحيكها الغرب الكافر ضدنا .
إن تكفير الناس الذين يقدمون الفرح والسعادة للآخرين هو موضة الإسلام الرائجة التى يرددها ويتفنن فى شرحها بإسهاب الشيوخ لإرهاب المؤمنين من الفرح والسعادة ..اللعنة فهل الله يكره الفرح لهذه الدرجة ويحرم على عباده أن يفرحوا ويستمتعوا بما تجود به الحياة؟..
إني أحسد كل إنسان منحته الطبيعة موهبة ما, جعلته يقدم السعادة والإبتسامة للآخرين ,وأرثى لحال كل إنسان مغسول الدماغ آمن حقاً بأن الفنون حرام وان الله يكرهها كما أنها نتاج مؤامرة الغرب ضد الإسلام ..
إنهم حقاً مدعاة للرثاة فهم لا يدرون ما يفوتون على أنفسهم من متعة وسعادة وفرح..
دمتم بود وسلام